قصتي يوم سافرت للرياض

ابو كرشة اللي هو انا يسكن في مدينة صغيرة بعيدة عن الرياض وله قريب يسكن الرياض من فترة وصار واحد من اهل الرياض واي واحد يسأله: انت من وين؟
يقول له: انا من اهل الرياض.
كل سنة كان قريبي هذا يزورنا في الديرة طول اجازة الصيف واحيانا الصيف والربيع يجي هو وعياله ويسكن عندي في بيتي آكلين شاربين نايمين متمشين وافضي له ولعياله كم غرفة
والجماعة ما يقصرون يستلمونه في دورية وكل يوم مفاطيح الى نهاية الاجازة الا اذا فيه عرس يعزمونه في العرس وهاتك يا حشوان ويا مفاطيح
عشان كذا كل سنة يحرص على الروحة للديرة والا هو يحس انه من اهل الرياض واي واحد يسأله انت من وين؟ يقول له: انا من اهل الرياض ابا عن جد
طبعا طول السنة واهل الديرة يرسلون له التمر والبر والحبحب والشمام ويرسلون له النخل اللي ملا فيه حوش بيته وحتى الذبايح يرسلونها له عشان يضبطون العلاقة مع واحد من سكان الرياض يمكن يحتاجونه والا شي وهو في المقابل كان يرسل لهم شي واحد بس
كان يرسل لهم الخبز اليابس والعبس عشان يحطونه نفيع لغنمهم
وعشان ما اظلم ابو صالح كان يخدم الربع في شي ثاني
أي واحد يبغى يشتري مكوى والا طاحونة والا خضاضة لبن كان يعطيه الفلوس اذا جاء الصيف ويشتري له اللي يبغى ويرسله مع أي واحد من طلاب الجامعة اللي يدرسون في الرياض ويروحون لاهلهم كل اسبوع او كل شهر
لكنه ابن الحلال ما كان يعطيهم الفواتير ولا الضمان ويخليها عنده ويقول شريتها بكذا وبس
واذا احد طلب منه الفاتورة يقول له: خلها عندي عشان لو خربت طاحونتك اخليهم يصلحونها بلا ش او يبدلونها لك بوحدة جديدة
واحد من هل الديرة وصاه في حلاقة شعر راس ويوم وصلت الحلاقة لقى فيها شعر وشكلها مستعملة، ولكن يوم كلم على ابو صالح قال له: ابد والله جديدة بس قلت لراعي المحل خلني اتاكد انها تحلق شعر الراس وجربتها على راسي في المحل واذا منت مصدق تعال للرياض وشف شعري والله انه مجزوز من الوسط
لكن كل اللي يعرفون ابو صالح يعرفون انه اصلع مئة بالمئة ولا في راسه شعر لكن مشوها له مقابل خدماته لهم
ولأنه قريبي كنت ادخل في مشاكل مع هل الديرة باسبابه الله يهديه
قبل الامتحانات النهائية كلمته بالتلفون وقلت له : والله يابو صالح ودنا نقضي للعيال والمرة من اسواق الرياض والعيال بعد ودهم يتمشون وناوين نجيكم هالسنة في الصيف ونقعد عندكم اسبوع بس
توقعت انه بيرحب ويهلي ولكنه صك السماعة بوجهي
اتصلت مرة ثانية وثالثة وما رد علي
خليت ام العيال تكلم زوجته بعد كم يوم لأنها قريبتها وقامت ترحب فينا وتهلي وقالت عين لكم فراش وعين لحاف وانا اعرفها نشمية واخت رجال
بدت الاجازة وربطنا عفشنا وشريت من محل للجملة عندنا رز وسكر وملح وكم كرتون بيبسي وكم كرتون مكرونة وشعيرية وصلصة وحتى البيرة شريتها لاني عارف ابو صالح يحبها
وركبت لي ذبيحة في الجمس وكم تنكة تمر وحتى فرشنا خذناها معنا عشان ما يتكلف ابو صالح أي شي
كنا نبي بس بيت ننام فيه ودليلة يوصف لنا لابغينا نروح سوق والا ملاهي والا دكتور اسنان

قبل نمشي كلمنا ابو صالح وقلنا له ترانا في الطريق للرياض وطبعا ما كان فيه جوالات وما كان فيه الا التلفون الثابت، ولأني ما أدل كويس في الرياض قلت لابو ناصر اني اول ما ادخل الشفا باوقف واتصل عليه من أي بقالة عشان يجي يدلنا وقال لي: حاضر
وصلت الرياض ودقيت على ابو ناصر ولا احد رد على التلفون، دقيت اكثر من عشرين مرة ولا احد يرد
خطر في بالي ادق على واحد من الربع يدل بيت ابو صالح ودقيت عليه وجاء في خمس دقايق وحاول يقنعني اني اروح معه للبيت واترك ابو صالح ولكني رفضت لأني مواعد الرجال وخايف يقلق علينا
وداني الرجال لبيت ابو صالح ويوم دقيت الباب طلع بسرعة ويوم شافني كان بيغمى عليه من الفجعة ويوم سألته عن التلفون ليش ما يرد عليه قال لي انه خربان وانا صدقت
المهم دخلنا عنده كلنا حريم وعيال وانا جلست في المجلس معه ومع السوالف والقهوة قلت له ليش ما تكلم شركة الهاتف تصلحه قال لي انه بعدين بيكلمهم، ولاحظت ان المجلس فيه فيش للتلفون ولكن ما فيه تلفون، ويوم طلع ابو صالح سألت عياله عن التلفون فقالوا لي ان بيتهم ما فيه ولا تلفون لأن ابوهم خبا التلفونات عشان ما تدقون فيها على الديرة وتخسروننا.
المهم طلعت ودورت لي كبينة وكلمت الوالدة في الديرة وطمنتها على وصولنا بالسلامة وكلمت اهل زوجتي وطمنتهم
**
كنا جالسين انا وعيالي الكبار في المجلس وكان الجو حار وجاء ابو صالح وحط يده على المكيف وقال انه مسخن ولازم يريحه شوي وقام وطفاه وفتح الدريشة وخلانا في الحر الين جاء وقت النوم
قمت وشغلت المكيف ونمنا وابو صالح راح ينام في غرفته، ويوم انتصف الليل جاء ابو صالح يمشي على اطراف اصابعه بيننا وحنا نايمين وراح للمكيف وطفاه
قمت من النوم وانا معصب وقلت لهك وش فيك على المكيف تطفيه؟
قال: لقيته حار وريحته شوي
والمهم انه خلانا ننام في الحر انا وعيالي طول الليل عشان يوفر الكهرباء مع انه يخلي مكيف غرفته شغل طول الليل ولا يحتر
في الصباح قلت لابو صالح اني ما ادل وابغى اودي العيال للسوق وابغاك تطلع قدامنا للسوق ونمشي وراك.
قال لي: سيارتي خربانة ولا تمشي.
ولكنه وصف لي والحمد لله اني دليت في الروحة وضيعت شوي في الرجعة ويوم جيت لقيت سيارة ابو صالح ما هي موجودة مع انه يقول انها عطلانة وهذا دليل انه يكذب علي.
طبعا خلال هاليومين كان مموتنا من الجوع ولا ذبح لنا ولا ذبيحة وبالنسبة للذبيحة اللي جبتها معي، خذها ودخل بها السوق وباعها واللي علمني بهذا واحد من الجيران يعرف ابو صالح وشافه يبيعها في السوق.
قلت لابو صالح بغضب: ليش تبيع ذبيحتنا؟

تسلم على القصه وناقصه ماكملتها وش رد عليك

وحبيت اقولك

المرجله تجي وتغيب